النبي موسى وسفر العدد

يبدو هذا السير الطويل غير ممكن لولا موسى ذاك الزعيم الذي تتفق الروايات الثلاث في ابراز منزلته الرفيعة ولكن لكل رواية وجهة نظر خاصة في الكشف عن دور موسى

فاننا نجد في الرواية الايلوهية وفي الرواية اليهوية إلى حد ما وصفاً لموسى يتميز بالحيوية وبالملامح الفنية وأبرز هذه الملامح إخلاصه التام لمهمة معقدة وشاقة

فصلاته هي التي تنقذ عدة مرات من شعب متمرد عليه

سفر العدد 12 : 13

سفر العدد 14 : 13 - 19

سفر العدد 16 : 22

سفر العدد 17 : 10 - 13

فقد كان رجل صلاة يعيش مع الرب في ألفة خارقة

سفر العدد 12 : 6 - 8

وهذا ما يرفع مقامه فوق جميع الأنبياء

أما في النصوص الكهنوتية فوجهه يختلف أشد الاختلاف

فليس موسى في غالب الأحيان إلا لسان حال لإرادة الرب

ويكاد يكون اسمه مجرد علامة أصالة توضع على تنظيم ما لا سيما اذا جاء هذا التنظيم متاخراً

وتقيم النصوص الكهنوتية إلى جانبه هارون أخاه وعظيم كهنة

فكثيراً ما يقتصر دوره على الوقوف إلى جانب موسى عندما يبلغ إسرائيل أوامر إلهه

وفي الاصرار على إضافة اسم هارون على اسم موسى وأحياناً دون مراعاة لأصول الصرف والنحو

سفر العدد 9 : 7

سفر العدد 20 : 10

دليل كافٍ على هدف المؤلفين فهم يسعون إلى تبرير الوضع القائم منذ وفاة موسى وهو أن عظيم الكهنة ألعازار بن هارون يستأثر بالوحي الإلهي ويتولى أعلى سلطة في الشعب

سفر العدد 27 : 21

اعداد الشماس سمير كاكوز