سفر العدد وعصرنا

ان سفر بناءً على ما تقدم هو في آن واحد صورة مثالية للشعب المقدس وقصة واقعية جداً للمرحلة الأولى من وجوده

وهاتان الصفتان هما اللتان تجعلاته ذا فائدة دائم

 فبامكان شعب الله أن يجد في كل حين نموذجاً في الوصف المثالي وهذا لا يعني أن عليه أن يقلد تقليداً أعمى تلك الأنظمة التي عبرت في الواقع عن مثال اسرائيل الأعلى بل يستطيع أن يجد فيها بعض المبادىء التي عليها يبني حياته كلها

فالكنيسة لن تزال تحتاج إلى سفر العدد لتتذكر أنها شعب سائر شعب أنبياء تحركه كلمة الله شعب مكرس لعبادة الرب

ومن خلال التمرد والمقاومة لأوامر الله يكتشف الشعب وهو في مرحخلة التكوين تنبيهات تأتيه من الله فالأنبياء والمزامير تذكر أحداثاً زمن البرية على أنها غرسة أساسية

رسالة فيلبي 6 : 3

سفر حزقيال الفصول 16 ، 20 ، 23

مزمور 78 : 17 - 40 ، 81 : 12 - 17 ، 95 : 8 ، 106 14 - 33

وهذا ما يفعله القديس بولس أيضاً حين يحيل أهل قورنتس إلى روايات سفري الخروج والعدد وقد حدث لهم ذلك كله ليكون لنا مثلاً وكتب لنا في

رسالة قورنتس الأولى 10 : 11

أجل ان الكنيسة في أيامنا لا تحتاج إلى أن ترى تاريخها في روايات سفر العدد لكن الأزمات الكثيرة التي مر بها اسرائيل وهو في البرية ما هي إلا نتيجة شرائع تبدو أنها صالحة لجماعة المؤمنين الذين تجمعهم كلمة الله 

فتفكير سفر العدد في هذه الأزمات قد تساعد الكنيسة على حسن مجابهة الأزمات التي لا بد أن تمر بها بدورها

يقوم نوع الآنظمة التي نجدها في النصوص الكهنوتية على شعور مرهف بخطيئة الشعب وتمردات الشعب هي شهادة على حالة الخطيئة هذه فهي واقع دائم مزمن

ومن أبرز ما يحاول سفر العدد أن يبلغنا إياه هو فكر اختيار هذا الشعب الخاطىء الذي أفرد ليحمل البركة للبشرية كلها ويمكن الله من أن يكون حاضراً بين الناس

وهذا أمر لن تزال الكنيسة تحتاج إلى سماعه لتبقى أمينة لدعوتها إلى القداسة دون أن تغفل عن الواقع الخاطىء الذي يعيش فيه الناس الذين تجمعهم في أحضانها 

اعداد الشماس سمير كاكوز